في هذه المقالة سنناقش الفرق بين الدواء المستورد و الدواء المحلي و نساعدك على اختيار الدواء الأمثل لاحتياجاتك، حيث يعد الدواء من أهم الاحتياجات الأساسية للإنسان، فهو يساعد على علاج الأمراض والحفاظ على الصحة، و مع تعدد أنواع الأدوية و اختلافها في المصدر و السعر، يواجه الكثير من الأشخاص معضلة اختيار الدواء المناسب.
في هذا السياق، يسلط هذا المقال من موقع دكتور أشرف كردي الضوء على جوانب المقارنة بين الدواء المستورد والمحلي من حيث الجودة والفعالية والتكلفة والآثار الاقتصادية، وسيتم استعراض وجهات النظر المختلفة حول هذه المسألة المعقدة لمساعدة القراء على اتخاذ قرار مدروس بشأن اختيار الدواء الانسب.
الدواء المحلي المصري
تشهد الصناعة الدوائية المصرية نمو ملحوظ في السنوات الأخيرة، إذ تعد مصر واحدة من أكبر المنتجين للأدوية في الشرق الأوسط، ويتمتع الدواء المحلي المصري بميزات عديدة تجعله خيار جذاب للمرضى والمستهلكين.
أولاً الجودة العالية للأدوية المصنعة محلي، فقد تبنت الشركات المصرية المحلية معايير عالمية في التصنيع والرقابة النوعية، مما أهلها للحصول على شهادات جودة دولية مرموقة، كما يخضع إنتاجها لإشراف هيئات تنظيمية وصحية محلية متخصصة.
ثانياً سعر الدواء المصري المعقول نسبياً مقارنة بالمنتجات الأجنبية، حيث تستفيد هذه الشركات من انخفاض تكاليف الإنتاج المحلي وانخفاض الضرائب والرسوم الجمركية، ما يجعل الأدوية المحلية في متناول شرائح أوسع من المرضى.
ثالثاً توافر الأدوية المصرية بشكل كبير في السوق المحلية، إذ تغطي هذه الشركات نطاق واسع من الأصناف الدوائية بكميات كافية لتلبية الطلب المتزايد، مما يتيح للمرضى سهولة الحصول على الأدوية عند الحاجة.
رابعاً المساهمة في دعم الاقتصاد الوطني عبر خلق فرص عمل وتعزيز القدرات الصناعية المحلية، كل هذه المزايا تجعل الدواء المصري خيار مفضل للمرضى والمستهلكين على حد سواء.
الدواء المستورد
على الرغم من المزايا التي يتمتع بها الدواء المحلي، فإن الأدوية المستوردة ما زالت تحظى بطلب كبير بين المرضى والمستهلكين، ويرجع ذلك إلى مجموعة من المميزات التي تتفرد بها هذه المنتجات الأجنبية.
أولاً السمعة العالمية والجودة المؤكدة للأدوية المستوردة، فهذه الأدوية تخضع لمعايير صارمة في البلدان المصدرة، والتي تضمن فعاليتها وسلامتها العالية، كما أنها تحمل علامات تجارية مشهورة عالمياً ما يكسبها ثقة المرضى.
ثانيًا التطور التكنولوجي المتقدم في تصنيع الأدوية المستوردة، حيث تستفيد هذه الشركات الأجنبية من أحدث التقنيات والآليات الإنتاجية ما ينعكس على جودة المنتجات النهائية.
ثالثاً التنوع الكبير في الأصناف الدوائية المستوردة، إذ تغطي هذه المنتجات مجالات علاجية واسعة، تلبي احتياجات مختلف الفئات المرضية، وهذا ما قد لا تتوفر له الصناعة المحلية في بعض الأحيان.
رابعاً توافر الدعم الفني والخدمات الإرشادية من قبل الشركات المصنعة للأدوية المستوردة، مما يسهل على المرضى استخدام هذه الأدوية بالطريقة الصحيحة، كل هذه المزايا تجعل الدواء المستورد خيار جذاب للعديد من المرضى والصيادلة على الرغم من ارتفاع تكلفته مقارنة بالدواء المحلي.
ما الفرق بين الدواء المحلي والمستورد
على الرغم من أن كلا من الدواء المحلي والمستورد لهما نفس الغرض العلاجي، إلا أنهما يختلفان في العديد من الجوانب الهامة.
- من ناحية المواصفات: الدواء المحلي يخضع لمعايير جودة محلية، بينما الدواء المستورد يتوافق مع المعايير العالمية الصارمة للسلامة والفعالية، وهذا يشمل اختبارات دقيقة للمركبات الفعالة والمواد المساعدة والتحقق من خلو الدواء من الشوائب.
- من ناحية التصنيع: الأدوية المحلية غالباً ما تنتج في مرافق صناعية محدودة التقنية، مقارنة بالمصانع المتطورة للشركات العالمية المصنعة للأدوية المستوردة.
- من ناحية التكلفة: الدواء المحلي يكون أقل تكلفة بسبب انخفاض تكاليف الإنتاج والتوزيع مقارنة بالأدوية المستوردة، التي تتحمل تكاليف الشحن والجمارك والنفقات الإدارية الأخرى.
- من ناحية الشهرة والثقة: الأدوية المستوردة ترتبط بسمعة عالمية متميزة وتحظى بثقة أكبر لدى المرضى والأطباء، بسبب الضوابط الصارمة في بلدان المنشأ.
في المجمل، كل من الدواء المحلي والمستورد له مزاياه وعيوبه، وعلى المرضى والمختصين الطبيين دراسة كل حالة على حدة لتحديد الخيار الأنسب.
هل الدواء المستورد أفضل أم المحلي؟
هذا السؤال من أكثر الأسئلة شيوعاً التي يطرحها المرضى عند شراء الأدوية، و للإجابة على هذا السؤال بشكل دقيق يجب علينا تحليل عدة عوامل:
الجودة
خضوع الأدوية للمعايير الدولية، حيث تخضع الأدوية المستوردة للمعايير الدولية الصارمة التي تضمن جودتها و فعاليتها، بينما قد تختلف معايير جودة الأدوية المحلية من دولة إلى أخرى، تستخدم بعض الشركات العالمية المواد الفعالة الأصلية في تصنيع أدويتها، بينما قد تلجأ بعض الشركات المحلية إلى استخدام مواد بديلة أقل كلفة.
الفاعلية
تخضع الأدوية المستوردة لدراسات سريرية دولية تثبت فعاليتها و أمانها، بينما قد تكون الدراسات السريرية للدواء المحلي محدودة أو غير موجودة، يمكن أن تختلف فاعلية الدواء من شخص لآخر بغض النظر عن كونه مستورد أو محلي.
السعر
تكون تكلفة تصنيع الأدوية المستوردة أعلى بسبب ارتفاع تكلفة البحث و التطوير و المواد الفعالة، ويتم إضافة رسوم جمركية إلى سعر الدواء المستورد عند دخوله إلى البلد.
توافر المعلومات وثقافة المستهلك
تتوفر معلومات شاملة عن الأدوية المستوردة على الإنترنت و في المراجع الطبية العالمية، بينما قد تكون معلومات الدواء المحلي محدودة، ويميل بعض المستهلكين إلى تفضيل الأدوية المستوردة دون سبب موضوعي بسبب عقدة الخواجة.
في ضوء هذه العوامل، لا يمكن الجزم بشكل قاطع بأن الدواء المستورد أفضل من الدواء المحلي أو العكس، فاختيار الدواء المناسب يعتمد على عدة عوامل شخصية مثل نوع الدواء و حالته، السعر و الميزانية، و ثقة المريض بالطبيب و الصيدلي.
قوة سوق الدواء المصري
يعد سوق الدواء المصري أحد أهم أسواق الأدوية في منطقة الشرق الأوسط و شمال إفريقيا، و ذلك لعدة أسباب مثل كبر حجم السوق حيث يبلغ عدد سكان مصر أكثر من 100 مليون نسمة، ما يجعلها أكبر سوق للدواء في المنطقة، وارتفاع معدلات النمو حيث ينمو سوق الدواء المصري بمعدل سنوي يتراوح بين 7% و 10%.
تضم مصر أكثر من 700 شركة أدوية تنتج أكثر من 80% من احتياجات البلاد من الأدوية، تتمتع مصر بشبكة توزيع أدوية واسعة تشمل الصيدليات و المستشفيات و العيادات الطبية، والحكومة المصرية دعم لصناعة الدواء من خلال الحوافز والإعفاءات الضريبية، و قد حقق سوق الدواء المصري عدد من الإنجازات المهمة في السنوات الأخيرة، منها
- زيادة الإنتاج المحلي من الأدوية، ما أدى إلى انخفاض الاعتماد على الواردات.
- أدى تحسين بيئة الاستثمار في مصر إلى جذب عدد من شركات أدوية عالمية جديدة إلى السوق.
- تبذل جهود كبيرة في مصر لتطوير أدوية جديدة لعلاج الأمراض المزمنة و النادرة.
- تصدر مصر أدوية إلى عدد من الدول الأفريقية، ما يساهم في تعزيز الاقتصاد المصري.
- و على الرغم من هذه الإنجازات، يواجه سوق الدواء المصري بعض التحديات، منها
- تعد أسعار الأدوية في مصر من أعلى الأسعار في المنطقة، ما يشكل عبئ على المرضى.
- يعاني بعض المرضى من نقص بعض الأدوية في الصيدليات، ما يشكل خطر على صحتهم.
كم تبلغ نسبة تصنيع الدواء المحلي في مصر؟
تشير الإحصائيات الرسمية إلى أنّه في عام 2023، بلغت نسبة تصنيع الدواء المحلي في مصر حوالي 82%، وتعد هذه النسبة إنجاز كبير لمصر، وذلك لعدة أسباب:
- ارتفع الإنتاج المحلي من الأدوية بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة، ما أدى إلى انخفاض الاعتماد على الواردات.
- تقدم الحكومة المصرية دعمًا لصناعة الدواء من خلال الحوافز والإعفاءات الضريبية.
- أدى تحسين بيئة الاستثمار في مصر إلى جذب عدد من شركات أدوية عالمية جديدة إلى السوق.
لماذا يفضل البعض الدواء المستورد؟
يميل بعض المستهلكين إلى الثقة بالمنتجات الغربية بشكل عام، وذلك بسبب سمعة الدول الغربية في الجودة و التقنية، يتوقع بعض المرضى أنّ الدواء المستورد أكثر فعالية من الدواء المحلي دون أدلة علمية كافية، قد يواجه بعض المرضى
صعوبة في الحصول على معلومات شاملة عن الدواء المحلي، مثل الدراسات السريرية والتجارب الشخصية للمرضى الآخرين، كما قد يتعرض بعض المرضى لأعراض جانبية سلبية من الدواء المحلي، ما يجعلهم يفضلون الدواء المستورد.
من أين تستورد مصر الادوية؟
تعتبر أوروبا أهم مصدر للاستيراد للدواء في مصر، و تأتي منها حوالي 40% من الواردات، و من أهم الدول الأوروبية المصدرة للدواء إلى مصر إيطاليا و ألمانيا و فرنسا و إسبانيا، آسيا المصدر الثاني للاستيراد للدواء في مصر، و تأتي منها حوالي 30% من الواردات، و من أهم الدول الآسيوية المصدّرة للدواء إلى مصر الهند و الصين و باكستان.
تأتي امريكا الشمالية المصدر الثالث للاستيراد للدواء في مصر، حيث أن الواردات تأتي منها بنسبة 20% وخاصة من كندا والولايات المتحدة، تستورد مصر أيضاً بعض الأدوية من الدول العربية و أهمها الأردن ولبنان و تونس.
مميزات وعيوب الأدوية المحلية والمستوردة
مميزات الأدوية المحلية
أسعار أقل نسبياً بسبب انخفاض تكاليف الإنتاج والتوزيع، سهولة الحصول عليها محلياً دون الحاجة لإجراءات استيراد، تلبي الاحتياجات المحلية بشكل مباشر، دعم للصناعات الوطنية وتوفير فرص عمل محلية.
عيوب الأدوية المحلية
معايير جودة محلية قد لا تكون بنفس مستوى المعايير العالمية، إمكانية وجود شوائب أو تحريفات في المكونات مقارنة بالأدوية المستوردة، قد تفتقر إلى التقنيات الحديثة في التصنيع والرقابة، سمعة وثقة أقل لدى المرضى والأطباء.
مميزات الأدوية المستوردة
تتوافق مع المعايير العالمية الصارمة للجودة والسلامة، تتمتع بسمعة وثقة عالية لدى المرضى والأطباء، تستفيد من التقنيات المتطورة في التصنيع والرقابة.
عيوب الأدوية المستوردة
أسعار أعلى بسبب تكاليف الاستيراد والشحن والجمارك، قد تواجه صعوبات في التوريد والحصول عليها محلياً، قد لا تلبي الاحتياجات المحلية بشكل مباشر وقد لا تتوافق مع الأنماط المرضية المحلية.